الرقة عاصمة الرشيد (المنصور والمهدي والرشيد)
الملخص
أدرك العباسيون أهمية موقع الرقة الإست ارتيجي والواقع على الضفة الشمالية لنهر الفرات، عند التقاء رافدة البليخ القريب من الحدود البيزنطية، وتبعد عن مدينة حلب الواقعة في غربها 190كم وعن دير الزور التي تقع إلى الشرق منها ق اربة 140كم، وتدين بأهميتها إلى موقعها المتوسط الذي جعلها موضع التقاء للطرق التجارية المتجهة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب مما جعلها محطة تجارية مهمة بين الجزيرة الف ارتية والشام والع ارق وأرمينيا وآسيا الصغرى والبحر المتوسط ،1وزادها أهمية كثرة أراضيها الخصبة وسهولة إروائها ووفرة مياها واتساع مراعيها، وهذا الموقع الجغرافي المتميز جعلها تشغل مكانة تجارية وزراعية وحضارية كبيرة عبر التاريخ، وهذا الأمر الذي جعل معظم الخلفاء العباسيين عموما ولاسيما المنصور والمهدي والرشيد، يوليها أهمية خاصة، فأصبحت من أهم المدن في العصر العباسي، وغدت مق ار لهم في بلاد الشام بعد نقل العاصمة الى بغداد، وأصبحت مركزا لانطلاق العمليات العسكرية ضد بيزنطة، وقاعدة لإمداد الجيوش، وبلغت ذروة الاهتمام من قبل العباسيين أيام الرشيد الذي رفع من شأنها، لدرجة أنه هجر العاصمة بغداد ونقل مركز ملكه وحكمه اليها، فزاد في عمارتها، فبنى القصور ،ووسع الأسواق، وأحدث أسواقا جديدة فيها ، فتدفق رجال العلم والحكم والسياسة والشع ارء إليها . ونظ ار للأهمية البالغة للرقة على الصعيد السياسي والحضاري، فإننا سنحاول الإجابة عن المكانة التي شغلتها الرقة والذي أهلها أن تكون مق ار للخلفاء العباسيين في بلاد الشام دون سواها