أهمية ألفية ابن مالك وميزاتها في التراث الإسلامي
الكلمات المفتاحية:
مميزات الألفيـة، موقف العلمـاء، المـذهـب النحوي، النحو التعليميالملخص
"الخلاصة الألفية" لجمال الدين محمد بن عبدالله بن مالك الطائي الجياني المتوفى سنة 672هـ، من أشهر المنظومات النحوية وأكثرها انتشا ار بين العلماء وطلبة العلم، وذلك حبها لصا لما - ابن مالك- من مكانة مرموقة بين العلماء، فقد كانوا يجلونه لعلمه وسعة اطلاعه، فقد كان إماما في كثير من الفنون؛ في الق ارءات والحديث الشريف واللغة والنحو والصرف وأشعار العرب والفقه، ولا شك أن هذا الاهتمام الشديد بالألفية لم يأت من فراغ؛ بل لما تحمله الألفية من مي ازت وخصائص ميزتها من غيرها، فقد احتوت الألفية على ب ارعة وإبداع في نظم الأبيات، وإبداع في ترتيب الأبواب وتنسيقها بشكل غير مسبوق، والسبق في استحداث بعض المصطلحات النحوية التي لم تعرف من قبل، ومزجها لمذاهب النحويين، وعدم التعصب في الآ ارء والأحكام النحوية لمذهب معين، وانف اردها بآ ارء لم تسبق إليها، وقد أثرت ألفية ابن مالك على نحو واضح في الحركة التعليمية تأثي ار كبي ار تمثل في حركة التأليف المتنوعة التي كان من ثمرتها شروح كثيرة للألفية وحواش متعددة على الشروح، ولأن ابن مالك بنى اختيا ارته النحوية على قضايا ي ارها ويؤمن بها، كقضية الاستشهاد بالق ارءات القرآنية الشاذة، وكقضية الاستشهاد بالحديث الشريف، والاعتماد على روايات الحديث في إثبات القواعد النحوية، فقد أريناه انفرد باختيا ارت وآ ارء لم يسبق إليها؛ جعلت العلماء بعده في صولة مناقشة ما بين مؤيد له ومعارض، ولذلك كله كان لا بد من دراسة ميزات هذه الألفية وبعض خصائصها؛ حيث اتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وتتبعت كل ما فعله ابن مالك صاحب الألفية وجعل النحاة بعده يقتفون أثره ويتتبعون طريقته