العمارة الدينية العباسية في سوريا "انموذجا المسجد الجامع الرافقة "

Authors

  • علي رمزي زعتير جامعة إدلب - كلية الآداب والعلوم الإنسانية - قسم التاريخ Author
  • هدى العبسي جامعة إدلب - كلية الآداب والعلوم الإنسانية - قسم التاريخ supervisor

Abstract

 إن لبلاد الرافدين تقاليد في العمارة يفرضها الإقليم، ومواد البناء التقليدية، وكان لهذين العاملين الأثر الأكبر في طبع العمائر العباسية بطابع يميزها عن العمائر الاموية، قد تجسد ذلك في مدينة الرافقة حيث بدأ الخليفة "أبو جعفر المنصور" في عام 155هـ/ 781م ببناء عاصمة صيفية للدولة العباسية بالقرب من "الرقة"، سميت "الرافقة"، وقد كلف أبو جعفر ابنه المهدى لبنائها .

 كما اتخذها هارون الرشيد" عاصمة ومق ار لحكمه بين عامي 796-808 م ، وكان ازدهار الرقة في عصر الرشيد، امتدادا للازدهار الذي أسسه المنصور وللاستقرار السياسي الذي رافقها خلال حكم المهدي والهادي، ولقد اتخذ الرشيد من الرقة مصيفا له، وأمر بإنشاء كل ما يلزم فيها من وسائل الراحة .

 إن جامع "المنصور" أو الجامع العتيق، الذي يجسد العمارة الدينية في سوريا، يقع في قلب "الرقة" في النصف الشمالي من الرافعة، إلى الشمال الغربي من باب "بغداد"، ويعد المدرسة المعمارية الأولى في العصر الذهبي العباسي، بدءا من منتصف القرن الثاني الهجري، وقد أخذ طراز بنائه مسجد "نابين" في فارس، ومسجد "أحمد بن طولون" في مصر، ومسجد "القيروان" في "تونس"، إن ما تبقى من المسجد ما هو إلا جزء يسير من المسقط الحقيقي للمسجد فقد بقي منه السور الخـارجي وواجـهة الحرم والمئذنة وأطلال بعض العضاضات .

 إن جامع "المنصور" أو الجامع العتيق، الذي يجسد العمارة الدينية في سوريا، يقع في قلب "الرقة" في النصف الشمالي من الرافعة، إلى الشمال الغربي من باب "بغداد"، ويعد المدرسة المعمارية الأولى في العصر الذهبي العباسي، بدءا من منتصف القرن الثاني الهجري، وقد أخذ طراز بنائه مسجد "نابين" في فارس، ومسجد "أحمد بن طولون" في مصر، ومسجد "القيروان" في "تونس"، إن ما تبقى من المسجد ما هو إلا جزء يسير من المسقط الحقيقي للمسجد فقد بقي منه السور الخـارجي وواجـهة الحرم والمئذنة وأطلال بعض العضاضات .

 يعتبر المسجد من المباني العباسية التي تم بناؤها في الفترة العباسية الأولى، فهي تخضع لسمات العمارة العباسية، حيث أن المساجد كانت تبنى بشكل قلاع أو حصون، أي أنها تبنى منعزلة، وفيه تجتمع خصائص المسجد الرافدي ( الكوفة) والمسجد الشامي (الأموي)، فالأبراج نصف الدائرية في زواياه تجعله مشابها لمسجد الكوفة، أما حرمه المؤلف من ثلاث مجازات (بلاطات)، فهو مشابه لطراز جامع دمشق .

  أما واجهة الحرم المطلة على الصحن فهي عبارة عن قنطرة تتألف من أحد عشر عقد مدببا ًأبعادها الوسطية 3.56 م عرضا، و10.5 م ارتفاعاً، وهو محاط بجدارين من اللبن المغلف بالآجرّ المدعم بأبراج نصف دائرية، تتألف هذه القنطرة من عدد من العقود العباسية المتباينة في الأشكال ومنها العقود التالية: العقد نصف الدائري حدوة الفرس، والعقد العباسي رباعي المركز، والعقد ثلاثي الفصوص، وجميع هذه العقود من الخارج لها العقد المدبب العباسي نفسه، اما من الداخل فكل عقد يختلق في الشكل عن المجاورة له .

 أما سور المسجد الجامع في الرافقة فإنّه بالرغم من الفجوات في الجدران وحالتها المتهدمة فإنه يحتوي على برج في كل زاوية، وأربعة أبراج أخرى في الجانب، أي ما مجموعه 20 برجا، وإنّ سماكة الأبراج كانت حوالي 1.7 م، وسماكة السور في/1.70/م.

كما تعتبر مئذنة المسجد الجامع في الرافقة إحدى المآذن الطينية التي تنتشر في منطقة الفرات الأوسط في سورية، فهناك واحدة في بالس / مسكنة، وثانية في منطقة أبي هريرة، وثالثة في قلعة جعبر، ورابعة في مدينة الرافقة / الرقة، وخامسة في دير الزور.

إن مئذنة المسجد الجامع الباقية، فهي اسطوانة الشكل، تقع في باحته الداخلية،

 وتشبه إلى حد كبير مئذنة أبي هريرة ومئذنة قلعة جعبر، أحيطت المئذنة في أعلاها بشريط نباتي حجري يتضمن كتابات تشير إلى أن بانيها هو نور الدين محمود، وعليها ألقابه، بنيت المئذنة بالآجر الذي يبلغ طوله نحو 23.5 سم، أما ارتفاعها، فيبلغ نحو عشرين مترا، ونصبت فوق قاعدة حجرية كلسية منحوتة مربعة الشكل .

 ان خصائص العمارة الدينية في مدينة الرافقة المتمثلة بالمسجد الجامع، متأثرة بالعمارة الأموية من جهة ومثال على ذلك السقوف الجملونية للمسجد الجامع، ومتأثرة بالعمارة الساسانية الفارسية من جهة أخرى لا سيما في التحصين والأساليب الدفاعية، بالإضافة الى  السور المزود بالأبراج الدفاعية، لذلك تعتبر العمارة العباسية في الرافقة مزيجا من الحضارة الأموية في دمشق والحضارة الساسانية في الشرق وذلك بسبب موقعا المتوسط بين الحضارتين .

Downloads

Published

2020-06-06

Issue

Section

المقالات