جريمةُ نشرِ العدوى في المجتمعِ (دراسة فقهية تحليلية)

الملخص

قد نظَّمتِ الشريعةُ الإسلاميَّةُ أحكامَ الجرائمِ والعقابِ أحسنَ تنظيمٍ؛ فأرستْ مبادئَ العدلِ، وكفَّتْ أيديَ الفَسادِ، ومنَ الجرائمِ الخطيرةِ التي عالجتْها جريمةُ الحرابةِ والإفسادِ في المجتمعِ، التي تهدِّدُ سلامةَ النَّاسِ وتكدِّر حياتَهم، وكانتْ عقوباتها مِنْ أشدِّ العقوباتِ الشرعيِّةِ، وصورُ هذهِ الجريمةِ تتنوَّع وتتطوَّر، فكانَ مِنْ صورِها الحديثةِ قيامُ كثيرِ منَ الأشرارِ بنشرِ مسبِّباتِ الأمراضِ المُعديةِ كنوعٍ من أنواع التعدِّي على الجماعاتِ وإضرارِها وتخويفهِا وإقلاقِ راحتِها، كما حدثَ في وباءِ كورونا المستجدِّ وقبلهُ في مرضِ نقصِ المناعةِ المكتسبةِ (الإيدز) وغيرِهمَا إذْ ظهرتْ على العلنِ حالاتُ النَّشرِ للمرضِ تعمُّداً في المجتمعِ، فكانَ لا بُدَّ من دراسةِ هذهِ الأفعالِ الخطيرة من وجهةِ النَّظرِ الشرعيَّةِ، ومعرفةِ توصيفِها الشرعيِّ، وهلْ تدخلُ في مفهومِ جريمةِ الحرابةِ المنصوصةِ؟ ثم ما العقوباتُ التي يستحقُّها فاعلُها؟ وقد جاء هذا البحثُ ليدرسَ حكمَ هذهِ المسألةِ شرعاً ويجيبَ عنْ تساؤلاتِها.